lundi 9 janvier 2006

"كارفور" تعرض "أضحية جاهزة" لمسلمي فرنسا - نقله عادل صيام

كارفور" تعرض "أضحية جاهزة" لمسلمي فرنسا

باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت/ 9-1-2006

كارفور" تعرض "أضحية جاهزة" لمسلمي فرنسا

باريس- هادي يحمد- إسلام أون لاين.نت/ 9-1-2006

في سابقة هي الأولى من نوعها قامت شركة "كارفور" الفرنسية بطرح مشروع "الأضحية الجاهزة" مذبوحة ومسلوخة ليوم العيد؛ وهو ما أثار ردود فعل متباينة حول مدى مطابقة ذلك للشريعة، فيما رحبت وزارة الداخلية الفرنسية بالمشروع باعتباره يحد مما تسميه بـ"ظاهرة الذبح السري والعشوائي" في الضيعات بعيدا عن المسالخ المرخصة.

وقال مسئول في القسم الإعلامي في شركة" كارفور" التي تمتلك إحدى أكبر سلسلة مجمعات تجارية في العالم لـ"إسلام أون لاين.نت": "الشركة تقوم في مرحلة تجريبية هذه السنة بتوفير 3 آلاف خروف مذبوح ومسلوخ جاهز في مراكز البيع موزعة على أنحاء فرنسا".

وأضاف المسئول الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن الشركة "استشارت رجال الدين المسلمين والمؤسسات الإسلامية حول قوانين الشريعة بخصوص عمليات الذبح".

وأشار المسئول إلى أنه بمجرد ظهور تلك المبادرة، قام المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (الممثل الرسمي لمسلمي فرنسا) ببعث خطاب إلى شركة كارفور يطالبها باحترام الضوابط الإسلامية في عمليات الذبح والسلخ لتحقيق التوافق مع الشريعة الإسلامية. وأضاف أن الشركة استجابت لهذا الطلب وبعثت رسالة إلى المجلس أكدت فيها أن أئمة مسلمين يشرفون بأنفسهم على كل الذبائح المخصصة للعيد.

إشكالية حقيقية

من جانبه قال الشيخ أنيس قرقاح رئيس دار الفتوى التابعة لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت": "الأمر الأهم في مشروع ذبائح كارفور هو أن تذبح الأضحية مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى، أي ألا تذبح قبل ذلك، وهو الأمر الذي قد يثير إشكالا للشركة؛ حيث إن الدافع التجاري يتطلب توزيع الذبائح على نقاط البيع في أقرب وقت؛ وهو الأمر الذي قد يرتاب منه البعض باعتبار أن الشركة غير قادرة على سرعة التوزيع في أيام عيد الأضحى".

وتثير عملية الذبح بعد صلاة العيد مباشرة إشكالية حقيقية للشركة، حيث علمت "إسلام أون لاين.نت" أن فرع "جونفيلي" بشمال باريس وقّع اتفاقية مع شركة أيرلندية لبيع الخراف المذبوحة يتم فيها شراء الخراف وذبحها في أيرلندا لتكلفتها الرخيصة ثم نقلها بعد ذلك إلى فرنسا؛ وهو ما يعني أن هذه الذبائح لن تصل إلى فرنسا إلا في اليوم الثالث من يوم عيد الأضحى.

ورحبت وزارة الداخلية الفرنسية بمشروع "الأضحية الجاهزة" واعتبرته مخرجا لمشكلة "الذبح السري والعشوائي" الذي حاولت إلى جانب وزارة الصحة والفلاحة معالجته طوال السنوات الماضية. ويحاول كثير من المسلمين ذبح أضاحيهم في الضيعات سرا هروبا من الزحام الشديد الذي تعيشه المسالخ العمومية التي توفرها وزارة الداخلية.

كما تثير عملية الذبح خلال عيد الأضحى جدلا متكررا حول مشكلة المسالخ مع كبر حجم الذبائح التي يقدمها مسلمو فرنسا والتي تتراوح مابين 150 و180 ألف خروف طوال أيام العيد.

الشروط الشرعية

وتعليقا على مشروع "الأضحية الجاهزة"، يقول مسعود صبري الباحث الشرعي بـ"إسلام أون لاين.نت": إن "اعتبار الدولة أماكن للذبح والسلخ يجوز شرعا، وإن كانت هذه القوانين مقصودا منها البعد عما قد يصيب الناس من ضرر، فالأولى اتباعها".

وأضاف: "غير أن ذبح الأضحية من النسك التي يجب مراعاة الشروط الشرعية فيها، كأن تذبح على الطريقة الشرعية أولا، وأن يقع الذبح في وقت العبادة، وهو ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون بعد صلاة عيد الأضحى، فكل ذبح قبله لا يعد أضحية، كما ورد في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأضحى بعد الصلاة، فقال: من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فلا نسك له".

وأشار إلى أن الفقهاء اختلفوا في الوقت المجزئ فمن الفقهاء من يرى أنه يكون بعد صلاة العيد، ومنهم من يرى أن يكون بعد استماع الخطبة وتضحية الإمام، والبعض يرى أنه يجوز من فجر يوم النحر -كما ذهب إليه أبو حنيفة- لأهل القرى والبادية، لا لأهل المدن والأمصار. وعلى كل، فلا خلاف في أنه لا يجوز الذبح قبل يوم النحر الذي هو يوم العيد".

وأضاف: "على أن هناك احترازا مهما، وهو أن يتم توكيل هيئة عن المسلمين في بيع وشراء الأضحية ولو من الغير، وأن تتفق هذه الهيئة مع من يمكن له القيام بالذبح بشروطه؛ لأنه لا يجوز شرعا شراء اللحم جاهزا للأضحية. ويا حبذا لو تم توكيل أحد المسلمين في حضور الذبح، أو الاتفاق مع الشركة أن يقوم على عملية الذبح بعض المسلمين، ذبحا أو إشرافا".

نقله عادل صيام