مقدمة عن الجمعية



أسم الجمعية
جمعية المساعدة المتبادلة لأجل المحتاجين
Assocation d'entr'aide et d'échange pour les nécéssiteux
جمعية مشهرة بموجب القانون الفرنسي لسنة 1901جمعية لا تختص بالأمور السياسية و لا الأمور الدينية


مقر الجمعية
مبدئيا في 45 شارع سيرفون - باريس 75011

النشاط العام
خيري / التكافل بين أعضاء الجمعية ،إعانة المعسرين من أعضاء الجمعية، و مساعدتهم على الرقي بمستواهم المعيشي.

مواعيد الاجتماع

الاجتماع الدوري
يتم اجتماع الملجس التفيذى بشكل دوري مرة كل شهر
في مقر الجمعية أو في المكان الذى يتم التنويه عنه، بخطاب موقع من رئيس الجمعية

الاجتماع الطارئ
يحق لرئيس الجمعية طلب اجتماع بشكل طارئ، لداعي من الدواعي الخاصة بأهداف الجمعية، وذلك بتوزيع قرار الاجتماع على الاعضاء المعنيين، محددا فيه الموعد بخطاب موقع من رئيس الجمعية.



ايميل الجمعية : assoaide@yahoo.com
خير الناس أنفعهم للناس

تمهيد

لقد جمعت مادة هذا الكتاب من زمن طويل عازما على محاولة طبعه أو نشره في الأنترنت، تحت عنوان خير الناس، و هو محاولة مني أنا ذاتي أن عملا ينتفع به الناس من خلال هذا الكتاب، و يكون مرشدا لهم في فعل الخيرات، و لكنني جلست لكتابة المقدمة لتعبر عن فكرة، اسأل الله أن ترى النور.
و وجدت أن مادة الكتاب قد تكون سببا دافعا للغير في التعاون لرعاية هذه الفكرة.

مقدمة

يتعرض الكثير ممن نعرفهم لمشكلات عظام في مجتمع الغربة، و من أعرف مشاكلهم أقل بكثير جدا ممن لا أعرف عن مشاكلهم أى شيء، و كنت دوما كلما تعثر أى من معارفي يخلتج في صدري فكرة إنشاء كيان يكون قادرا على مساعدة هؤلاء المتعثرين، أكثر من مجرد هذه المساعدة المالية البسيطة جدا التى يمكن أن يقدمها أى فرد لآخر باعتباره صديقا مقربا له.

بل إن هذه المساعدات في المجتمع الفرنسي بين المصريين المغتربين لا تكون إلا بين الأصدقاء المقربين، و لا يتعدى الأمر كون صديق يقرض صديقه بعض المال القليل جدا لبعض الوقت.

فلو أن أحد أصدقائ تعثر فلا يكون في مقدوري أن أفعل أكثر من إقراضه بعض اليوروهات و أن أصبر عليه حتى يتقاضي في نهاية الشهر راتبه أو المعونة التى يحصل عليها من الحكومة.

و قد ساءني إحساسي بالعجز بالشديد، عندما تعرض ثلاث من أصدقائي للتعثر فأعطيت الأول قدرا بسيطا جدا من المال، و جاء الثاني فأعطيته بعض المال، و لما جاءني الثالث أعطيته، و كان من المنتظر أن يقوم أيا منهم من السداد حتى استطيع أن أستمر في عطائي، و أن أعيش أنا أيضا، و تعرض صديق رابع لضائقه في وقت لم يكن عندي بالفعل أى مال حتى أدفع منه أنا التزاماتي فاعتذرت منه، و استغفرت ربي على تقصيري، و جاء من بعده الصديق الأول و هو في قمة الحرج يطلب مبلغا آخر لتسديد بعض مطالب الحياة، و أضطرت للإعتذار منه لنفس السبب السابق، و على لارغم من نيتهم الصادقة جميعا في السداد مرة أخرى إلا أن المبالغ و على الرغم من صغرها قد ظلت عند البعض أكثر من عام، و البعض الآخر لم يسدد مطلقا. بل أن منهم من فر من الصداقة تى يتنصل من السداد.

و أصبح هما يشغلني في كثير من الأحيان، كيف أساعد الأصداقاء بشكل لا يعرضني أنا ذاتي للضيق، و حتى لا يفرون من صداقتي من بعد بسب مئة يورو  أو ألف يورو.

إن نيتى في العطاء صادقة، و عدم ايثار نفسي على غيري إلا في ضروريات الحياة، أمر احتسبه عند الله، و لكن قدرتي على العطاء أقل بكثير من رغبتي.

و جاءت الطامة التى قدت مضجعي، فقد تعرض أحد ألأصدقاء الذين أعرفهم جيدا و أعرف نيتهم الخالصة في طلب العمل الطيب، و محاولة مساعدة الآخرين و حب الخير لكل من حولهم، تعرض هذا الصديق ذاته لمصيبة فعقد إيجار مسكنه انتهت مدته، و باعت المالكة المسكن، و جاء المالك الجديد و طلب منه إما الخروج أو رفع قيمة الإيجار من 470 يورو إلي 670 يورو، و اصبحت أنا و كل من أعرفهم سواء مصريين أو فرنسيين في عجز، عن مساعدته، فحتى بعض مقتنياته لا نجد مكان لدينا لنحتفظ له بها نظرا لضيق مسكن كل منا، فالرجل من الممكن أن يجد نفسه ملقى في الشارع، بالفعل هناك جهات حكومية في فرنسا تعمل على مساعدة من ليس لهم منزل، و لكنها عادة تتأخر، ثم أن المجتمع الفرنسي فيه الكثير من الجمعيات التى تعمل على مساعدة الآخرين، و بعض هذه الجمعيات أصبحت بالفعل الآن من القوة أن لها مقدرة على مساعدة الآخرين.

و لقد اعتملت في نفسي النية على محاولة وضع بذرة فكرة أرجو أن تجد من يتعهدها معي بالعناية حتى تنمو شجرتها و تثمر بالنفع للغير.

و قد عرضت هذه الفكرة على البعض من معارفي و هو محاولة تأسيس جمعية خيرية يكون لها أهداف يتم صياغتها بالاتفاق حسب ما نصل إليه كأعضاء مكتب تأسيسي للجمعية. و يتم أشهارها حسب القانون.

و على الرغم أن فكرتي لم تأتي في الأساس بهدف ديني مباشر، كتعليم القرآن أو حتى اللغة العربية، أو بناء مسجد، إلا أن إنشاء الجمعية يأتي من دوافع إنسانية هدانا إليها ديننا و هدي نبينا

فمن غير المعقول أن نقبل يتعاون كل الناس لمساعدة المحتاجين في المجتمع، و لا نحاول نحن أنفسنا التعاون و التكافل لمساعدة بعضنا البعض، فالواحد من الممكن أن يقرض صديق له مئة يورو على الأكثر، و لكن الجمعية ستجمع عدد من الأعضاء الذين يقدمون المعونة و بالتالى من الممكن أن تساعد عدد أكبر.

و بالتالى فإنشا  جمعية يكون من أهدافها مساعدة أعضائها المتعسرين بقدر و لو قليل من المال على أن يردوه بعد فترة محددة حسب اللوائح التى يقررها المجلس التنفيذي للجمعية قد يجعلها قادرة على مساعدة أكثر عموما، في مختلف المواقف و تشمل عدد شريحة أوسع من الناس.

عن جرير بن عبد الله t قال : قال رسول الله r : «من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده؛ كتب له مثل أجر من عمل بها, ولا ينقص من أجورهم شيء. ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده؛ كتب عليه مثل وزر من عمل بها, ولا ينقص من أوزارهم شيء»([1]).
عن أبي هريرة t أن رسول الله r قال : «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا»([2]).
قال النووي - رحمه الله - : قوله r: «من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة» الحديث وفي الحديث الآخر «من دعا إلى هدى... ومن دعا إلى ضلالة».
هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سنِّ الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سنَّ سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنَّ سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه،أم كان مسبوقاً إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك. قوله r : «فعمل بها بعده»معناه إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته ([3]).

فال النبي r أن خير الناس أنفعهم للناس عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : «المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس»([4]).


عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي r قال : «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة، شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله عز وجل قلبه أمنا يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى أثبتها له، أثبت الله عز وجل قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام» ([5]).

و عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال النبي r : «لا يغرس المسلم غرساً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة»([6]).

وفي لفظ آخر له «ما من مسلم يغرس غرساً إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقه، وما أكل السبع منه فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة، ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقه»([7]).

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي r قال : «كل معروف صدقة»([8]).


عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : «كل سلامي من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقه، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة»([9]).

وقال النبي r: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل»([10]).

عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون آخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة»([11]).

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله r قال: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»([12]).
عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله r: «صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر»([13]).
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله r: «إن لله عبادا اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم»([14]).

عن عمر t أن النبي r سئل : أي الأعمال أفضل ؟ قال : «إدخالك السرور على مؤمن، أشبعت جوعته، أو كسوت عريه، أو قضيت له حاجة»([15]).
وكان السلف لا يرون لأنفسهم فضلاً على صاحب الحاجة، بل يرون الفضل لصاحب الحاجة الذي علقها بهم، حتى كأن صاحب الحاجة هو المحسن إليهم. عن الفضيل بن عياض رحمه الله قال : (ذكروا أن رجلاً أتى رجلاً في حاجة له، فقال : خصصتني بحاجتك، جزاك الله خيراً. وشكر له).

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله r : «ما من عبد أنعم الله عليه نعمة فأسبغها عليه ثم جعل من حوائج الناس إليه فتبرم، قد عرض تلك النعمة للزوال»([16]).

والشخص المتبرم المقصود هنا في الحديث : كل صاحب نعمة أدت إلى أن يؤول الناس إليه بسببها، كالعالم والمفتي والداعية والمربي والأمير والقاضي، والمسئول والطبيب والمحامي والتاجر والغني، ونحوهم من أفراد المجتمع ممن أنعم الله عليهم بنعم جعلت لهم مكانة بين الناس أو سلطة في المجتمع، أو فيها نفع متعد لغيرهم من الناس.
فإن مثل هؤلاء إذا تذمروا وتأففوا، وضاقوا ذراعاً بالخلق بعد أن صارت حاجة الناس إليهم، وتكبروا عليهم وأعرضوا عنهم وسئموا ذلك وتضجروا منه، وأصابهم بسبب ذلك الغم وضيق النفس، فإنهم معرضون لزوال هذا الفضل عنهم كما في الحديث السابق.
والعرب يقولون : (الدهر يومان يوم لك ويوم عليك) فمعناها : أن هذا التغير لابد منه، إذ من سنة الله أنه لا يمكن أن تستمر الحياة على وتيرة واحدة.
قوله تعالى: ]إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ[ [الحديد: 18].
وقوله تعالى : ]من ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[
[البقرة: 245].
قال ابن الجوزي رحمه الله مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: (سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به، إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به)([17]).
وقوله تعالى: ]الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ [البقرة: 261].
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة:
عن أبي كبشة الأنماري t أنه سمع رسول الله r يقول : «ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه. قال : «ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر – أو كلمة نحوها-»([18]).

عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله»([19]).


والصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض: ويدل لذلك قوله r : «داووا مرضاكم بالصدقة»([20]).
ولما تقرح وجه أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك قريباً من سنة سأل أهل الخير الدعاء له فأكثروا من ذلك، ثم تصدق على المسلمين بوضع سقاية بنيت على باب داره وصب فيها الماء فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وأظهر الله شفاءه وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان.

عن ابن مسعود t أن النبي r قال: «ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة»([21]).

عن حذيفة t قال: قال رسول الله r: «تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا : أعملت من الخير شيئاً ؟ قال : لا. قالوا : تذكر. قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوَّزوا عن الموسر، قال : قال الله عز وجل: تجوزوا عنه»([22]).

عن أبي هريرة t قال : قال النبي r : «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار»([23]).
قوله : «الساعي على الأرملة»: قال النووي رحمه الله: (المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما، والأرملة من لا زوج لها سواء تزوجت قبل ذلك أم لا). وقيل: التي فارقها زوجها. قال ابن قتيبة: سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج.
«والمسكين» هو من لا شيء له، وقيل: من له بعض الشيء، وقد يقع على الضعيف، وفي معناه الفقير؛ بل بالأولى عند بعضهم، «كالمجاهد في سبيل الله»؛ أي ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاد؛ فإن المال شقيق الروح، وفي بذله مخالفة النفس ومطالبة رضا الرب ([24]).
قال تعالى : ]لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ[ [البقرة:273].
أخبر تعالى في هذه الآية أن هناك أناسًا من المسلمين أشد ما يكونوا حاجة إلى المساعدة، ولكن نفوسهم الكريمة تأبى أن تسأل الناس شيئاً.
ولذلك كان الصالحون يتفقدون أحوال إخوانهم باستمرار، وهكذا أمرنا رسول الله r مع الجار حيث يقول : «ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع»([25]).
أتى رجل صديقاً له فدق عليه الباب، فخرج الصديق، وقال له : ما جاء بك ؟ قال : عليَّ أربعمائة درهم دَيْن. فوزن له صديقه أربعمائة درهم، وأعطاه إياها، ثم عاد وهو يبكي ! فقالت له امرأته : لم أعطيته إذ شق عليك ؟ فقال: إنما أبكي لأني لم أتفقد حاله حتى احتاج إلى مفاتحتي.
عن أبي ذر t قال : قال لي النبي r : «لا تحقرن من المعروف شيئا, ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»([26]).
وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحاً تركه، ومصحفاً ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته»([27]).




([1]) رواه مسلم (1017).
([2]) رواه مسلم (2674).
([3]) شرح النووي على مسلم (16/226).
([4]) رواه الطبراني في الأوسط (5949)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (426)..
([5]) رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (36)، وحسنه الألباني في الترغيب (2623).
([6]) رواه مسلم (1553).
([7]) رواه مسلم (1552).
([8]) رواه البخاري (5675).
([9]) رواه البخاري (2827).
([10]) رواه مسلم (2199).
([11]) رواه مسلم (2699).
([12])رواه البخاري (2442) ومسلم (2310).
([13]) رواه الطبراني في الأوسط (6/163) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (890).
([14]) رواه الطبراني (5/228)وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2617).
([15]) رواه الطبراني في الأوسط (5081)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2621).
([16]) رواه الطبراني (7529) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2618).
([17])زاد المسير (1/290).
([18]) رواه الترمذي (2325) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (16).
([19]) رواه مسلم (1014).
([20]) رواه البيهقي (2/193) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3358).
([21]) رواه ابن ماجه (2430) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (901).
([22]) رواه مسلم (1560).
([23]) رواه البخاري (5038).
([24]) انظر شرح مسلم (18/112).
([25]) رواه الحاكم في المستدرك (2166) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2562) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
([26]) رواه مسلم (2626).
([27]) رواه ابن ماجة (224) حسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (198).