mercredi 4 janvier 2006

أنقذوا الحجيج في فرنسا - نقله عادل صيام



"أنقذوا الحجيج".. منظمة فرنسية


رضوة حسن - إسلام أون لاين.نت/ 4-1-2006

رغم فضائل الحج العديدة فإن هذا الموسم يقترن في فرنسا بظهور العديد من شركات السفر الوهمية التي تتفنن في النصب على عملائها من الحجيج، حيث تعرض تقديم خدمات فاخرة تضمن لأي حاج رحلة روحية مميزة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة مباشرة، إلا أن بعض الحجاج يفاجئون فور هبوط الطائرة بمعاملة مغايرة تمامًا لما اتفق عليه.

ودفعت حوادث النصب المتكررة على الحجاج مسلمي فرنسا إلى إنشاء منظمة "أنقذوا الحجيج" التي كان لها دور واضح في إنقاذ مئات الحجاج هذا العام من الوقوع في شرك هذه الشركات التي تبيع الوهم.

وفي تقرير نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية اليوم الأربعاء 4-1-2006 عن حجاج فرنسا ركزت على هذه المنظمة التي أنشئت في مارس 2005 وبرز دورها في هذا الموسم.

ويقول الحاج لطفى بيجي -38 عامًا- الذي مر بتجربة مريرة العام الماضي: "2700 يورو هو سعر أغلى تذكرة سفر لأداء فريضة الحج نظير الإقامة في فندق فخم وقريب جدًّا من أماكن أداء شعائر الحج. دفعنا المبلغ والرضا يملؤنا إلا أننا وجدنا الطائرة التي أقلتنا تحط بنا في مدينة جدة في منطقة بعيدة كل البعد عن أماكن إقامة شعائر الحج".

ويضيف: "أقمنا كل 8 أفراد في غرفة واحدة وعلى الأرض، حيث إننا لم نعثر على أي فندق متوسط فى مكة نقيم به فاضطرننا إلى ذلك بعد أن فقدنا أموالنا وكرامتنا".

وطالب لطفي المسئولين عن مسلمي فرنسا "بمتابعة هذه الشركات الوهمية التي تنشط في هذا الموسم من كل عام".

وبحسب منظمة "أنقذوا الحجيج" فإن 7 آلاف و500 شخص كانوا ضحية لهذه الشركات في موسم الحج للعام الماضي، حيث ظل المئات من مسلمي فرنسا في السعودية بلا نقود أو غذاء بعدما اعتمدوا على ما ستوفره لهم هذه الشركات من خدمات.

بل إن بعضهم لم يجد له مكانًا على الطائرة خلال رحلة العودة فاضطروا إلى العودة على نفقتهم الخاصة أو إلى اقتراض أموال من رفاقهم في الرحلة كي يستطيعوا العودة إلى فرنسا.

"أنقذوا الحجيج"

ويقول زكريا مؤسس "أنقذوا الحجيج" لصحيفة "لوفيجارو": "مررت بتجربة قاسية بينما كنت أؤدي فريضة الحج مع والدتي المسنة العام الماضي".

وأوضح: "تعرضت لعملية نصب كبيرة من إحدى هذه الشركات وهو ما دفعني إلى إنشاء هذه المنظمة لمتابعة شئون الحجيج وتلقي أي شكاوى منهم في محاولة لملاحقة هذه الشركات التي تبيع الوهم وتوعية الحجيج بحقوقهم".

ولا تشرف السلطات الفرنسية مباشرة على تنظيم موسم الحج؛ نظرًا للطابع العلماني للدولة، إلا أنها ساعدت في تسهيل هذا الموسم بطرق متعددة، أبرزها إصدار دليل للحج في 20 ألف نسخة باللغتين الفرنسية والعربية، وتوزيعها على الحجاج.

إقبال شبابي

وفي تواصل لظاهرة إقبال شباب مسلمي فرنسا على الحج حاولت "لوفيجارو" الوقوف عند أسباب هذه الظاهرة التي تعود في أغلبها لحكايات يرويها الحجاج العائدون عن الروحانيات التي شعروا بها في الأراضي المقدسة، إضافة إلى العولمة.

فمحمد لا يكف في هذا التوقيت من كل عام عن التحدث عن التقوى والشعور بالورع الذي ملأه بينما كان يؤدي فريضة الحج، وكيف أنه عاد لتتغير كل مجريات حياته إلى الأفضل.

وفي كل تجمع مع الشباب المسلمين في الحي، سواء في العمل أو المسجد أو حتى الشارع يكون لسان حاله "تشعر وأنت هناك (في الحج) أنك لست المسلم الوحيد في العالم فتجد نفسك وسط صينيين وفلبينيين وأفارقة ذوي بشرة سوداء.. العالم كله مسلم.. شعور سيطر عليّ بينما كنت أطوف".

وتساهم روايات محمد والمعروف في الحي الذي يقطنه بالعاصمة باريس بـ"الحاج" في ترغيب عدد كبير من مسلمي فرنسا في أداء الفريضة.

وزاد بالفعل في السنوات الماضية أعداد الحجيج من الشباب في فرنسا. ونقلت صحيفة "لوفيجارو" إحصائيات عن القنصلية السعودية تقول إن 30% من إجمالي الحجاج الفرنسيين هذا العام البالغ عددهم نحو 25 ألف حاج هم من فئة الشباب.

ومن جهته أرجع محمد بشارى رئيس "اتحاد مسلمي فرنسا" أسباب إقبال شباب فرنسا على الحج إلى الحديث الترغيبي للشباب في المساجد. وقال: "لا نجد مسجدًا أو قاعة صلاة لا يتحدث فيها الإمام هذه الأيام عن فضائل أداء الشاب للحج كي يستمتع بأداء شعائره والتقرب إلى الله، بينما هو في أتم صحة".

الأكثر احترامًا

كمال قبطان إمام مسجد مدينة "ليون" أكد أن الشاب العائد من الحج يكون له مكانة عظيمة وسط رفاقه من الشباب ويكون الأكثر احترامًا من قبل من يصغرونه سنًّا، حيث يشعر بسكينة وبارتباط أكثر مع دينه يجعله أكثر التزامًا وخلقًا.

ويقول طارق أوبرو إمام مسجد مدينة "بوردو": "إن وجوه الشباب أصبحت الأكثر بروزًا في وفود الحجيج فهم يستفيدون من اهتمام وكالات الأسفار بموسم الحج والعروض الرائعة التي تقدمها والأسعار التي تقل شيئًا فشيئًا كلما اقترب آخر موعد لسفر الحجيج".

وأوضح أن الشاب يمكنه أداء فريضة الحج في بعض الأحيان بمبلغ يصل ألف يورو فقط وهو مبلغ زهيد في مقابل أداء هذه الفريضة.


نقله عادل صيام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire